للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٧١- فصل: حكمة الخالق وراء العقول

١٢٣٢- من تفكر في عظمة الله عز وجل، طاش عقله؛ لأنه يحتاج أن يثبت موجودًا لا أول لوجوده، وهذا شيء لا يعرفه الحس؛ وإنما يقر به العقل ضرورة، وهو متحير بعد هذا الإقرار، ثم يرى من أفعاله ما يدل على وجوده، فلا يخفى وجوده.

١٢٣٣- ثم تجري في أقداره أمور، لولا ثبوت الدليل على وجوده، لأوجبت الجحد؛ فإنه يفرق البحر لبني إسرائيل -وذلك شيء لا يقدر عليه سوى الخالق- ويصير العصا حيَّةً، ثم يعيدها عصا، تلقف ما صنعوا، ولا يزيد فيها شيء، فهل بعد هذا بيان؟! فإذا آمنت السحرة، تركهم مع فرعون يصلبهم، ولا يمنع، والأنبياء يبتلون بالجوع والقتل، وزكريا ينشر، ويحيى تقتله زانية١، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول كل عام:


١ بأن حرّضت الحاكم على قتله واسمها سالومي.

<<  <   >  >>