٩٦٨- من عرف الشرع كما ينبغي، وعلم حالة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحوال الصحابة وأكابر العلماء، علم أن أكثر الناس على غير الجادة؛ وإنما يمشون مع العادة، يتزاورون، فيغتاب بعضهم بعضًا، ويطلب كل واحد منهم عورة أخيه، ويحسده إن كانت نعمة، ويشمت به إن كانت مصيبة، ويتكبر عليه إن نصح له، ويخادعه لتحصيل شيء من الدنيا، ويأخذ عليه العثرات إن أمكن. هذا كله يجري بين المنتمين إلى الزهد لا الرعاع.
٩٦٩- فالأولى بمن عرف الله سبحانه، وعرف الشرع، وسير السلف الصالحين: الانقطاع عن الكل. فإن اضطر إلى لقاء منتسب إلى العلم والخير، تلقاه، وقد لبس درع الحذر، ولم يطل معه الكلام، ثم عجل الهرب منه إلى مخالطة الكتب التي تحوي تفسيرًا لنطاق الكمال.