١٤٨٠- كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم، التي هي زبدة أعمارهم؛ إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت؛ لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات، ولا ينشطون للمطولات، ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها١، فدثرت الكتب، ولم تنسخ!
١٤٨١- فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب، التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة؛ فإنه يرى من علوم القوم، وعلو هممهم ما يشحذ خاطره، ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة.
١٤٨٢- وأعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم! لا نرى فيهم ذا همة غالية؛ فيقتدي به المبتدئ، ولا صاحب ورع، فيستفيد منه الزاهد.