للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تاصنيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم، كما قال١:

فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلي أرى الديار بسمعي

١٤٨٣- وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أره، فكأني وقعت على كنز، ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفه في المدرسة النظمية٢؛ فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبت كتب أبي حنيفة، وكتب الحميدي، وكتب شيخنا عبد الوهاب، وابن ناصر، وكتب أبي محمد بن الخشاب -وكانت أحمالًا- وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه، ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد، كان أكثر، وأنا بعد في الطلب! فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم، وحفظهم وعباداتهم، وغرائب علومهم: ما لا يعرفه من لم يطالع، فصرت أستزري٣ ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب. ولله الحمد.


١ هو للشريف الرضي، ديوانه "١/ ٥٠٠".
٢ المدرسة الكبرى التي أنشأها الوزير نظام الملك الحسن بن علي الطوسي ببغداد، وبدئ التدريس فيها سنة "٤٥٩هـ".
٣ محمد بن أبي نصر فتوح الحميدي الأندلسي الميورقي، الفقيه، ولد قبل سنة "٤٢٠هـ" واستوطن بغداد، وتوفي سنة "٤٨٨هـ".

<<  <   >  >>