١٣٣١- لا ريب أن القلب المؤمن بالإله سبحانه وبأوامره يحتاج إلى الانعكاف على ذكره وطاعته وامتثال أوامره، وهذا يفتقر إلى جمع الهم، وكفى بما وضع في الطبع من المنازعة إلى الشهوات مشتتًا للهم المجتمع.
فينبغي للإنسان أن يجتهد في جمع همه، لينفرد قلبه١ بذكر الله سبحانه وتعالى، وإنفاذ أوامره، والتهيؤ للقائه، وذلك إنما يحصل بقطع القواطع، والامتناع عن الشواغل، وما يمكن قطع القواطع جملة، فينبغي أن يقطع ما يمكن منها.
١٣٣٢- وما رأيت مشتتًا للهم، مبددًا للقلب مثل شيئين:
أحدهما: أن تطاع النفس في طلب كل شيء تشتهيه، وذلك لا يوقف على حد فيه، فيذهب الدين والدنيا، ولا ينال كل المراد، مثل أن تكون الهمة في المستحسنات، أو في جمع المال، أو في طلب الرئاسة، وما يشبه هذه الأشياء.
فيا له من شتات لا جامع له! يذهب العمر، ولا ينال بعض المراد منه.
والثاني: مخالطة الناس -خصوصًا العوام- والمشي في الأسواق، فإن الطبع