١٣٧٩- إني أعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقرانه وجيرانه، كيف يطيب عيشه؟! خصوصًا إذا علت سنه!
وا عجبًا لمن يرى الأفاعي تدب إليه، وهو لا ينزعج!! أما يرى الشيخ دبيب الموت في أعضائه، قد أخرج سكين القوى، وأنزل متغشرم١ العضف، وقلب السواد بياضًا، ثم في كل يوم يزيد الناقص.
١٣٨٠- ففي نظر العاقل إلى نفسه ما يشغله عن النظر إلى خراب الدنيا، وفراق الإخوان، وإن كان ذلك مزعجًا، ولكن شغل من احترق بيته بنقل متاعه، يلهيه عن ذكر بيوت الجيران.
١٣٨١- وإنه لمما يسلي عن الدنيا، ويهون فراقها استبدال المعارف بمن تنكره، فقد رأينا أغنياء كانوا يؤثرون، وفقراء كانوا يصبرون، ومحاسبين لأنفهسم يتورعون: فاستبدل السفهاء عن العقلاء، والبخلاء عن الكرماء.
فيا سهولة الرحيل! لعل النفس تلقى من فقدت، فتلحق بمن أحبت.