١١١٣- رأيت سبب الهموم والغموم: الإعراض عن الله عز وجل، والإقبال على الدنيا. وكلما فات منها شيء، وقع الغم لفواته.
١١١٤- فأما من رزق معرفة الله تعالى، استراح؛ لأنه يستغني بالرضا بالقضاء، فمهما قدر له، رضي، وإن دعا فلم ير أثر الإجابة، لم يختلج في قلبه اعتراض؛ لأنه مملوك مدبر، فتكون همته في خدمة الخالق.
١١١٥- ومن هذه صفته، لا يؤثر جمع مال، ولا مخالطة الخلق، ولا الالتذاذ بالشهوات:
لأنه إما أن يكون مقصرًا في المعرفة، فهو مقبل على التعبد المحض، يزهد في الفاني لينال الباقي.
وإما أن يكون له ذوق في المعرفة؛ فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل، فتراه متأدبًا في الخلوة به، مستأنسًا بمناجاته، مستوحشًا من مخالطة خلقه، راضيًا بما