للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويا أيها المنزعج لذكر الموت! تلمح ما بعد مرارة الشربة١ من العافية؛ فإنه من ساعة خروج الروح، لا بل قبل خروجها، تنكشف المنازل لأصحابها، فيهون سير المجذوب للذة المنتقل إليه. "ثم الأرواح في حواصل طير تعلق في أشجار الجنة". فكل الآفات والمخافات في نهار الأجل، وقد اصفرت شمس العمر، فالبدار البدار قبل الغروب! ولا معين يرافق على تلك الطريق إلا الفكر إذا جلس مع العقل، فتذاكرا العواقب؛ فإذا فرغ ذلك المجلس، فالنظر في سير المجدين، فإنه يعود مستجلبًا للفكر منها شتى الفضائل، والتوفيق من وراء ذلك، ومتى أرادك لشيء هيأك له.

١١١٢- فأما مخالطة الذين ليس عندهم خبر، إلا من العاجلة، فهو من أكبر أسباب مرض الفهم، وعلل العقل، والعزلة عن الشر حمية، والحمية سبب العافية.


١ دواء مسهل كالخروع ونحوه، وما زال هذا الحرف مستعملًا عند أهل الشام.

<<  <   >  >>