١١٩٠- تأملت على الخلق، وإذا هم في حالة عجيبة، يكاد يقطع معها بفساد العقل! وذلك أن الإنسان يسمع المواعظ، وتذكر له الآخرة، فيعلم صدق القائل، فيبكي وينزعج على تفريطه، ويعزم على الاستدراك، ثم يتراخى عمله بمقتضى ما عزم عليه، فإذا قيل له: أتشك فيما وعدت به؟ قال: لا والله، فيقال له: فاعمل! فينوي ذلك، ثم يتوقف عن العمل، وربما مال إلى لذة محرمة، وهو يعلم النهي عنها!
١١٩١- ومن هذا الجنس تأخر الثلاثة الذين خلفوا١، ولم يكن لهم عذر، وهم يعلمون قبح التأخر، وكذلك كل عاص ومفرط.
١ هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، انظر قصتهم في البخاري "٤٤١٨"، ومسلم "٢٧٣٩" عن كعب بن مالك رضي الله عنه.