للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٧٧- فصل: للنفس ذخائر في البدن

١٢٤٨- للنفس ذخائر في البدن، منها الدم والمني، وأشياء تتقوى بها؛ فإذا فقدت الذخائر، ولم يبق منها شيء، ذهبت.

١٢٤٩- ومن ذخائرها التقوي بالمال والجاه، وما يوجب الفرح فإذا فقدت ذلك، وكانت عزيزة ذات أنفة، حرجت، وقد يهجم عليها الخوف، فلا تجد ذخيرة من الرجاء يقاومه، فتذهب، ويغلب عليها الفرح، فلا تجد من الحزن ما يقاومه، فتذهب.

١٢٥٠- فاجتهد في حفظ ذخائرها، وخصوصًا الشيخ، فإنه ينبغي له ألا يفرح بإخراج الدم، ولا بإخراج المني، وإن وجد شبقًا؛ إلا أن يكون الشبق زائدًا في الحد، فيخرج المؤذي في كل حين، وعلامة أن يكون مؤذيًا: وجود الراحة عند خروجه، فمتى وجد ضعفًا؛ فقد آذى خروجه.

١٢٥١- وليحفظ ذو الأنفة على نفسه حشمته، بألا يقف في موقف يعاب به، فإنه يتمتع بذخيرة العز والأنفة، ويضاد النفس وجود ضد ذلك.

١٢٥٢- وكذلك ينبغي أن يستعد لآخر عمره بالمال، مخافة أن يحتاج فيذل أو يسعى، وقد كلت٢ الآلة؛ ولأن يخلف لعدوه أولى من أن يحتاج إلى صديقه، ولا يلتفت إلى من يذم المال؛ فإنهم الحمقى الجهال الذين اتكلوا على خبر الراحة،


١ الشبق: شدة الرغبة في النكاح.
٢ كلّت: تعبت.

<<  <   >  >>