للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٤١- فصل: ما العيش إلا في الجنة

١١١٧- تفكرت في نفسي، فرأيتني مفلسًا من كل شيءٍ؟!

إن اعتمدت على الزوجة، لم تكن كما أريد: إن حسنت صورتها، لم تكمل أخلاقها، وإن تمت أخلاقها، كانت مريدة لغرضها لا لي، ولعلها تنتظر رحيلي!

وإن اعتمدت على الولد، فكذلك! والخادم والمريد لي كذلك، فإن لم يكن لهما مني فائدة، لم يريداني!

وأما الصديق، فليس ثم! وأخ في الله كنعقاء مغرب١! ومعارف يفتقدون أهل الخير، ويعتقدون فيهم قد عدموا!

وبقيت وحدي، وعدت إلى نفسي، وهي لا تصفوا لي أيضًا، ولا تقيم على حالةٍ سليمةٍ! فلم يبق إلا الخالق سبحانه، فرأيت أني: إن اعتمدت على إنعامه، فما آمن ذلك البلاء، وإن رجوت عفوه، فما آمن عقوبته!

فوا أسفًا! لا طمأنينة ولا قرار! واقلقي من قلقي! واحرقي من حرقي! بالله، ما العيش إلا في الجنة، حيث يقع اليقين بالرضا، والمعاشرة لمن لا يخون ولا يؤذي، فأما الدنيا، فما هي دار ذاك٢.


١ طائر متوهم يضرب به المثل، فيما هو مستحيل الوجود.
٢ هذه الخاطرة وليدة معاناة المؤلف من حسد الناس وظلم ذوي القرى، وخاصة ظلم ولده أبي القاسم علي الذي استغل محنة أبيه فسطًا على كتبه، وباعها بأبخس الأثمان.

<<  <   >  >>