للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٦٤- فصل: هيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات

١٦١٣- ليس في الدنيا عيش إلا لعالم أو زاهد. بلى، قد يقع في صفاء حالهما كدر، وهو أن العالم يشتغل بالعلم، أو بالانقطاع عن الكسب، وقد تكون له عائلة؛ فربما تعرض بالسلطان ففسد حاله، وكذلك الزاهد.

١٦١٤- فينبغي للعالم والعابد أن يتحركا في معاش، كنسخ بأجرة، أو عمل الخواص١، و٢ إن فتح له بشيءٍ، اقتنع باليسير؛ فلا يستعبده أحد، كما كان أحمد بن حنبل له أجرة لعلها لا تبلغ دينارًا يتقوت بها، ومتى لم يقنع، أفسدت مخالطة السلاطين والعوام دينه.

١٦١٥- وفي الناس من يريد التوسع في المطاعم، ومنهم: من لا يوافقه خشن العيش، وهيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات!

١٦١٦- وإذا قنع العالم والزاهد بما يكفي، لم يتبذل [أحدهما] للسلطان، ولم يتسخدم بالتردد إلى بابه، ولم يحتج الزاهد إلى تصنع. والعيش اللذيذ للمنقطع، الذي لا يتبذل به، ولا يحمل منة.


١ الخوص: ورق النخل.
٢ في الأصل: أو إن.

<<  <   >  >>