١٩٢- فصل: أصل كل محنة قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين
٨٩٠- أصل كل محنة في العقائد قياس أمر الخالق على أحوال الخلق؛ فإن الفلاسفة لما رأوا إيجاد شيء لا من شيء، كالمستحيل في العادات، قالوا بقدم العالم! ولما عظم عندهم في العادة الإحاطة بكل شيء، قالوا: إنه يعلم الجمل لا التفاصيل! ولما رأوا تلف الأبدان بالبلاء، أنكروا إعادتها، وقالوا: الإعادة رجوع الأرواح إلى معادنها!
٨٩١- وكل من قاس صفة الخالق على صفات المخلوقين، خرج إلى الكفر، فإن المجسمة دخلوا في ذلك؛ لأنهم حملوا أوصافه على ما يعقلون.
وكذلك تدبيره عز وجل، فإن من حمله على ما يعقل في العادات، رأى ذبح الحيوان لا يستحسن، والأمراض تستقبح، وقسمة الغني للأبله، والفقر لجلد العاقل أمرًا ينافي الحكمة.
٨٩٢- وهذا في الأوضاع بين الخلق، فأما الخالق سبحانه، فإن العقل لا ينتهي إلى حكمته. بلى، قد ثبت عنده وجوده، وملكه، وحكمته، فتعرضه بالتفاصيل على ما تجري به عادات الخلق جهل.