٤٥٢- رأيت في العقل نوع منازعة للتطلع إلى [معرفة] جميع حكم الحق -عز وجل- في حكمه! فربما لم يتبين له بعضها -مثل النقض بعد البناء- فيقف متحيرًا! وربما انتهز الشيطان تلك الفرصة، فوسوس إليه: أين الحكمة من هذا؟!
فقلت له: احذر أن تخدع يا مسكين! فإنه قد ثبت [عندك] بالدليل القاطع -لما رأيت من إتقان الصنائع-[مبلغ] حكمة الصانع؛ فإن خفي عليك بعض الحكم، فلضعف إدراكك.
٤٥٣- ثم ما زالت للملوك أسرار، فمن أنت حتى تطلع بضعفك على جميع حكمه؟! يكفيك الجمل! وإياك إياك أن تتعرض لما يخفي عليك، فإنك بعض موضوعاته، وذرة من مصنوعاته، فكيف تتحكم على من صدرت عنه؟!
٤٥٤- ثم قد ثبتت عندك حكمته في حكمه وملكه، فأعمل آلتك على قدر قوتك في مطالعة ما يمكن من الحكم، فإنه سيورثك الدهش! وغمض عما يخفى عليك، فحقيق بذي البصر الضعيف ألا يقاوي١ نور الشمس.
١ يقاوي: يغالب، وما زال هذا الحرف مستعملًا في الشام.