للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: ولو أن هذا الرجل أو من حكى عنه عرف التاريخ، لعلم أن الحلاج لم يدرك ابن المقنع؛ فإن ابن المقنع١ أمر بقتله المنصور، فقتل في سنة أربع وأربعين ومائة، وأبو سعيد الجنابي القرمطي ظهر في سنة ست وثمانين ومائتين، والحلاج قتل سنة تسع وثلاث مائة، فزمان القرمطي والحلاج متقاربان، فأما ابن المقنع؛ فكلا.

١٤٧٩- فينبغي لكل ذي علم أن يساهم بباقي العلوم، فيطالع منها طرفًا؛ إذ لكل علم بعلم تعلق. وأقبح٢ بمحدث يسأل عن حادثة فلا يدري، وقد شغله منها جمع الأحاديث.

وقبيح بالفقيه أن يقال له: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا؟ فلا يدري صحة الحديث ولا معناه! نسأل الله عز وجل همة عالية، لا ترضى بالنقائص بمنه ولطفه.


١ الذي قتله المنصور هو عبد الله بن المقفع "١٠٦-١٤٤هـ" من أئمة الكتاب ترجم كليلة ودمنة. أما المقنع -وليس ابن المقنع- فاسمه عطاء، مشعوذ مشهور ادعى الربوبية، فتبعه قوم، وقاتلوا في سبيله، وكان مشوه الخلق، فاتخذ وجهًا من ذهب تقنع به، جيش المهدي إليه الجيوش فسم نفسه ومات سنة "١٦٣هـ"، فالمؤلف رحمه الله التبس عليه الرجلان.
٢ في الأصل: ما أقبح، ولا يستقيم مع ما بعده.

<<  <   >  >>