٣٠٩- ومن هذا ما يحكى عن بشرٍ الحافي رحمة الله عليه: سار ومعه رجل في طريق، فعطش صاحبه، فقال له: أنشرب من هذا البِئْرِ؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى! فلما وصلا إليها، قال له: البئر الأخرى؛ فما زال يعلله، ثم التفت إليه، فقال له: هكذا تنقطع الدنيا.
٣١٠- ومن فهم هذا الأصل، علل النفس، وتلطف بها، ووعدها الجميل، لتصبر على ما قد حملت، كما كان بعض السلف يقول لنفسه: والله، ما أريد بمنعك من هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك. وقال أبو يزيد رحمة الله عليه: ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك.
واعلم أن مدارارة النفس والتلطف بها لازم، وبذلك ينقطع الطريق، فهذا رمز إلى الإشارة، وشرحه يطول.