للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحس لا يرى إلا الحاضر، وهو الدنيا، وأما العقل؛ فإنه ينظر إلى المخلوقات، فيعلم وجود خالق قد منع وأباح، وأطلق وحظر، وأخبر أني سائلكم ومبتليكم، ليظهر دليل وجودي عندكم، بترك ما تشتهون، طاعة لي، وأني قد بنيت لكم دارًا غير هذه، لإثابة من يطيع، وعقوبة من يخالف.

١٤٣٥- ثم لو ترك الحس وما يشتهي مع أغراضه، قرب الأمر! إنما يزني فيجلد، ويشرب الخمر فيعاقب، ويسرق فيقطع، ويفعل زلة، فيفضح بين الخلق، ويعرض عن العلم إلى البطالة فيقع الندم عند حصول الجهل.

١٤٣٦- ثم إنا نرى الكثير ممن عمل بمقتضى عقله قد سلمت دنياه وآخرته، وميز بين الخلق بالتعظيم، وكان عيشه في لذاته غالبًا خيرًا من عيش موافق للهوى؛ فليعتبر ذو الفهم بما قلت، وليعمل بمقتضى الدليل، وقد سلم.

<<  <   >  >>