٩٠٤- أوليس السرب الأول ما تكلموا في شيء من هذا، وإن كانوا تعرضوا ببعض الأصول؟! ثم جاء فقهاء الأمصار، فنهوا عن الخوض في الكلام، لعلمهم ما يجلب وما يجتنب! ومن لم يقنع بعقيدةٍ مثل "عقيدة" الصحابة، ولا بطريق مثل طريق أحمد والشافعي في ترك الخوض، فلا كان من كان.
٩٠٥- ثم بالله تأملوا، أليس قد وجب علينا هجر الربا بقوله تعالى:{لا تَأْكُلُوا الرِّبا}[ال عمران: ١٣٠] ، وهجر الزنا بقوله:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى}[الإسراء ٣٢] ؟! فأي فائدة لنا في ذكر قراءة ومقروء، وتلاوة ومتلو، وقديم ومحدث؟!
فإن قيل: فلا بد من اعتقاده. قلنا: طريق السلف أوضح محجة؛ لأنا لا نقوله تقليدًا؛ بل بالدليل، ولكنا لم نستفده عن جوهر وعرض، وجزء لا يتجزأ، بل بأدلة النقل مع مساعدة العقل، من غير بحث عما لا يحتاج إليه. وليس هذا مكان الشرح.