للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشر، وزيادة ذلك ونقصانه، فسبحان من أظهر دليل الخلوات على أربابها، حتى إن حبات القلوب تتعلق بأهل الخير، وتنفر من أهل الشر، من غير مطالعة لشيء من أعمال الكل.

٦١٣- قال إبليس: أو تترك مرادك لأجل الخلق؟! قلت: لا؛ إنما هذا بعض الثمرات الحاصلة لا عن طريق الغرض، ونحن نرى من يمشي ثلاثين فرسخًا ليقال: ساع، فالمتقي قد نال شرف الذكر -وإن لم يقصد نيل ذلكح مترجحًا له في وزن الجزاء: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: ٩٦] .

٦١٤- قالت النفس: لقد أمرتني بالصبر على العذاب؛ لأن ترك الأغراض عذاب.

قلت: لك عن الغرض عوض، ومن كل متروك بدل، وأنت في مقام مستعبد، ولا يصح للأجير أن يلبس ثبات الراحة في زمان الاستئجار، وكل زمان المتقي نهار صوم، ومن خاف العقاب، ترك المشتهة، ومن رام القرب، استعمل الورع، وللصبر حلاوة تبين في العواقب.

<<  <   >  >>