للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواحد لايكون في مكانين في حالة واحدة، ومثل هذه الأشياء لا تحتاج إلى دليل.

٨١٩- وألهم العرب النطق بالصواب من غير لحن، فهم يفرقون بين المرفوع والمنصوب بأمارات في جبلتهم١، وإن عجزوا عن النطق بالعلة٢.

٨٢٠- قال عثمان بن جني٣: سألت يومًا أبا عبد الله محمد بن عساف العقيلي٤ فقلت له: كيف تقول: "ضربت أخوك"؟ فقال: أقول: "ضربت أخاك". فأدرته على الرفع؛ فأبى، وقال: لا أقول "أخوك" أبدًا! قلت: فكيف تقول: "ضربني أخوك"؟ فرفع، فقلت: أليس زعمت أنك لا تقول "أخوك" أبدًا. فقال: إيش هذا؟! اختلفت جهتا الكلام! وهذا أدل شيء على تأملهم مواقع الكلام، وإعطائهم إياه في كل موضع حقه، وأنه ليس استرسالًا ولا ترخيمًا.

٨٢١- قال عثمان: واللغة هي أصوات، يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، والنحو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه، من إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير٥، والتكسير، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة أهلها.


١ الجبلة: الخلقة والفطرة.
٢ العلة: السب.
٣ أبو الفتح، عثمان بن جني الموصلي من كبار أصحاب أبي علي الفارسي من أئمة العربية "٣٣٠-٣٩٢هـ". انظر الخصائص "١/ ٢٥٠".
٤ الجوثي التميمي، تميم جوثة. أعرابي من بني عقيل ممن كان يلتقيهم ابن جني ويأخذ عنهم اللغة.
٥ التحقير: التصغير.

<<  <   >  >>