للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ما تعلم المصلحة في بعده، فاقنع بذلك عذابًا عاجلًا إن سلمت من العذاب الآجل.

والثالث: أنك قد علمت بخس حظ الآدمي في الجملة من مطاعم الدنيا ولذاتها، بالإضافة إلى الحيوان البهيم؛ لأنه ينال ذلك أكثر مقدارًا مع أمن، وأنت تناله مع خوف، وقلة مقدار؛ فإذا ضوعف حظك من ذلك لجنسك، كان ذلك لاحقًا بالحيوان البهيم، من جهة أنه يشغله ذلك عن تحصيل الفضائل، وتخفيف المؤن يحث صاحبه على نيل المراتب.

فإذا آثرت مع قلة الفضول الفضول١، عدت على ما علمت بالإزراء، فشنت علمك٢، ودللت على اختلاط رأيك٣.


١ آثرت مع قلة الفضول الفضول: أي آثرت الاجتهاد في طلب المكاسب مع علمك بأن حظك منه قليل" ... إلخ.
٢ شنت علمك: أفسدته.
٣ اختلاط رأيك: فساده.

<<  <   >  >>