على ذلك أن عبد الله قال: قلت لأبي: ما تقول في حديث ربعي بن حراش عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد١؟ قلت: نعم. قال: الأحاديث بخلافه. قلت: فقد ذكرته في "المسند"؟ قال: قصدت في "المسند" المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي، لم أرد بهذا "المسند" إلا الشيء بعد الشيء اليسير؛ ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه. قال القاضي: وقد أخبر عن نفسه كيف طريقه في المسند؛ فمن جعله أصلًا للصحة، فقد خالفه، وترك مقصده.
١٠٠٦- قلت: قد غمني في هذا الزمان أن العلماء -لتقصيرهم في العلم- صاروا كالعامة، وإذا مر بهم حديث موضوع، قالوا: قد روي! والبكاء ينبغي أن يكون على خساسة الهمم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
١ صدوق عابد، ربما وهم، رمي بالإرجاء، مات سنة "١٥٩هـ" وقد وقع في الأصل "داود"، وهو تصحيف.