١١٧٣- وثم نكتة عجيبة، وهو أنك ربما عملت بمقتضى الحال الحاضرة، وهي تحكم بكمال الحب، ثم إن ذلك لا يثبت إليك، فتقع، وتبقى مقهورًا، ويصعب عليك الخلاص! وربما تمكنت منك بمعرفة سرك، أو بأخذ كثير من مالك.
١١٧٤- ومن أحسن ما بلغني في هذا أن جارية لبعض الخلفاء كانت تحبه حبًّا شديدًا، ولا تظهر له ذلك، فسئلت عن هذا؟ فقالت: لو أظهرت ما عندي، فجفاني، هلكت، قال الشاعر:
لا تظهرن مودة لحبيب ... فترى بعينك منه كل عجيبِ
أظهرت يومًا للحبيب مودتي ... فأخذت من هجرانه بنصيبِي
١١٧٥- وكذا ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد؛ لأنه يتسلط عليك، ويضيع مالك، ويبالغ في الإدلال، ويمتنع عن التعلم والتأدب.
١١٧٦- وكذلك إذا اصطفيت صديقًا وخبرته، فلا تخبره بكل ما عندك، بل تعاهده بالإحسان، كما تتعاهد الشجرة، فإنها إذا كانت جيدة الأصل، حسنت ثمرتها بالتعاهد، ثم كن منه على حذر، فقد تتغير الأحوال، وقد قيل: