للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحاميت عنه الأعداء، فلم يقصده جبار، وجمعت له ما لم تجمع لأكثر الخلق من فنون العلم، التي لا تكاد تجتمع في شخص، وأضفت إليها تعلق القلب بمعرفتك ومحبتك، وحسن العبارة١ ولطفها في الدلالة عليك، ووضعت له في القلوب القبول، حتى إن الخلق يقبلون عليه، ويقبلون ما يقوله، ولا يشكون فيه، ويشتاقون إلى كلامه، ولا يدركهم الملل منه، وصنته بالعزلة عن مخالطة من لا يصلح، وآنسته في خلوته بالعلم تارة، وبمناجاتك أخرى، وإن ذهبت أعد؛ لم أقدر على إحصاء عشير العشير: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤] ، فيا محسنًا إلي قبل أن أطلب! لا تخيب أملي فيك وأنا أطلب، فبإنعامك المتقدم أتوسل إليك.


١ في الأصل: العبادة، وهو تصحيف.

<<  <   >  >>