للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واسعة وليس له، فكم يدخل مدخل سوء لأجلها، وإن كانت تؤثر الجماع، وقد علت سنة، فذاك الهلاك العظيم. وإن كانت تبغضه، فما بقيت من أسباب تلفه بقية، فيكون هذا ساعيًا في تلف نفسه، كما قال القائل:

نحب القدود ونهوى الخدود ... ونعلم أنا نحب المنونا

وهذا على الحقيقة كعابد صنم.

١٢٩٢- فليتق الله من عنده امرأة لا بأس بها، وليعرض عن حديث النفس ومناها، فما له منتهى، ولو حصل له غرضه كما يريد؛ وقع الملل، وطلب ثالثة، ثم يقع الملل، ويطلب رابعة، وما لهذا آخر١؛ إنما يفيده ذلك في العاجل، تعلق قلبه، وأسر لبه، فيبقى كالمبهوت٢، فكره كله في تحصيل ما يريد محبوبة، فإن جرت فرقة أو آفة، فتلك الحسرات الدائمة إن بقي، أو التلف عاجلًا، وأين المستحسن المصون الدين، القنوع لمن يحبه؟! هذا أقل من الكبريت الأحمر.

فلينظر في تحصيل ما يجمع معظم الهم، ولا يلتفت إلى سواد الهوى وغاية المني، يسلم.


١ في الأصل: أخير، وهو تصحيف.
٢ المبهوت: المدهوش.

<<  <   >  >>