ومُكَلِّفُ الأيام ضد طباعِهَا ... متطلب في الماء جَذْوَةَ نَارِ
١٣١٥- وها هنا تتبين قوة الإيمان وضعفه. فليستعمل المؤمن من أدوية هذا المرض التسليم لمالك، والتحكيم لحكمته، وليقل: قد قيل لسيد الكل صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}[ال عمران: ١٢٨] ، ثم ليسل نفسه بأن المنع ليس عن بخل، وإنما هو لمصلحة لا يعلمها، وليؤجر الصابر عن أغراضه، وليعلم الله الذين سلموا ورضوا، وأن زمن الابتلاء مقدار يسير، والأغراض مدخرة تلقى بعد قليل، وكأنه بالظلمة قد انجلت، وبفجر الأجر قد طلع.
ومتى ارتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه؛ اقتضى إيمانه أن يريد ما يريد، ويرضى بما يقدر، إذ لو لم يكن كذلك، كان خارجًا عن حقيقة العبودية في المعنى. وهذا أصل ينبغي أن يتأمل، ويعمل عليه في كل غرض انعكس.