وقد رأيت خَلْقًا يعتقدون أنهم فقهاء وفهماء، ولا يتحاشون من هذا.
وهؤلاء إن أرادوا بالدهر مرور الزمان، فذاك لا اختيار له، ولا مراد، ولا يعرف رشدًا من ضلال، ولا ينبغي أن يلام، فإنه زمان مُدَبَّرٌ، لا مُدَبِّرٌ، فيتصرف فيه، ولا يتصرف. وما يظن بعاقل أن يشير إلى أن المذموم، المعرض عن الرشد، السيء الحكم، هو الزمان! فلم يبق إلا أن القوم خرجوا عن ربقة١ الإسلام، ونسبوا هذه القبائح إلى الصانع، فاعتقدوا فيه قصور الحكمة، وفعل ما لا يصح، كما اعتقده إبليس في تفضيل آدم.
وهؤلاء لا ينفعهم مع هذا الزيغ اعتقاد إسلام، ولا فعل صلاة، بل هم شر من الكفار، لا أصلح الله لهم شأنًا، ولا هداهم إلى رشاد.