للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدواء، ويعلم أن جودة الثمر ثم على مقدار جودة البذر هاهنا، فهو يتخير الأجود، ويغتنم الزرع في تشرين١ العمر من غير فتور، ثم يتخايل المؤمن دخول النار والعقوبة، فيتنغص عيشه، ويقوى قلقه، فعنده بالحالين شغل عن الدنيا وما فيها، فقلبه هائم في بيداء الشوق تارة، وفي صحراء الخوف أخرى، فما يرى البنيان.

فإذا نازله الموت، قوي ظنه بالسلامة٢، ورجا لنفسه النجاة، فيهون عليه، فإذا نزل إلى القبر، وجاءه من يسألونه، قال بعضهم لبعض: دعوه، فما استراح إلا الساعة.

نسأل الله -عز وجل- يقظة تامة، تحركنا إلى طلب الفضائل، وتمنعنا من اختيار الرذائل؛ فإنه إن وفق؛ وإلا فلا نافع.


١ تشرين: موسم الزراعة الشتوية.
٢ في الأصل: قوّى ظنَّه الملائكةُ.

<<  <   >  >>