للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان يقول: يأتيني ذو الخمار١، وكان أول أمره كاهنًا يشعوذ، فيظهر الأعاجيب، فخرج في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكاتبته مذحج وواعد ونجران، وأخرجوا عمرو بن حزم٢، وخالد بن سعيد٣ صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفا له اليمن، وقاتل شهر بن باذام، فقتله، وتزوج ابنته٤، فأعانت على قتله، فهلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبان للعقلاء أنه كان يشعبذ.

١٣٥٩- ومنهم مسيلمة، ادعى النبوة، وتسمى رحمان اليمامة؛ لأنه كان يقول: الذي يأتيني رحمان! فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعى أنه قد أشرك معه! فالعجب أنه يؤمن برسول، ويقول: إنه كذاب! ثم جاء بقرآن يضحك الناس، مثل قوله: "يا ضفدع بنت ضفدعين! نقي٥ ما تنقين، أعلاك في الماء، وأسفلك في الطين". ومن العجائب شاة سوداء، تحلب لبنًا أبيض! فانهتك ستره في هذه الفصاحة، ثم مسح بيده على رأس صبي، فذهب شعره! وبصق في بئر، فيبست.

وتزوج سجاح٦ التي ادعت النبوة، فقالوا: لا بد لها من مهر. فقال: مهرها أني قد أسقطت عنكم صلاتي الفجر والعتمة!

١٣٦٠- وكانت سجاح هذه قد ادعت النبوة بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فاستجاب لها جماعة، فقالت: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم اعبروا على الرباب، فليس دونهم حجاب، فقاتلوهم!


١ وقيل: لأنه كان يعتم بخمار، وقد وقع في الأصل: ذا الحمارة، وهو تصحيف.
٢ عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري، توفي سنة "٥٣هـ".
٣ خالد بن سعيد بن العاص الأموي، الصحابي من الولاة الغزاة، توفي سنة "١٤هـ".
٤ كان باذان أميرًا على صنعاء من قبل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما مات تزوج العنسي امرأته المرزبانة، التي سقته الخمر حتى سكر، فدخل عليه فيروز، واحتز رأسه. انظر فتح الباري "٨/ ٧٦".
٥ في الأصل: تنقي، وهو تصحيف.
٦ سجاح بنت الحارث التميمية من بني يربوع، متنبئة كانت شاعرة عالمة بالأخبار، تزوجت مسيلمة الكذاب، وبعد قتله عادت إلى الإسلام، وهاجرت إلى البصرة وحسن إسلامها، توفيت سنة "٥٥ هـ".

<<  <   >  >>