للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملكنا العراق والشام". وتبعة عيينة بن حصن١، فقاتله خالد بن الوليد، فجاء عيينه إلى طليحة، فقال: ويحك! أجاءك الملك؟ قال: لا، فارجع فقاتل، فقاتل، [ثم عاد، فقال: أجاءك؟ فقال: لا؛ فعاد فقاتل، ثم عاد] ، فقال: أجاءك؟ فقال: لا، فعاد فقاتل، ثم عاد، فقال: أجاءك؟ قال: نعم، قال: ما قال لك؟ قال: قال: "إن لك [رحى كرحاه] ٢ وحديثًا٣ لا تنساه". فصاح عيينة: الرجل والله كذاب. فانصرف الناس منهزمين، وهرب طليحة إلى الشام، ثم أسلم، وصح إسلامه، وقتل بنهاوند.

١٣٦٢- وذكر الواقدي٤: أن رجلًا من بني يربوع يقال له: جندب بن كلثوم٥، كان يلقب كردانًا، ادعى النبوة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يزعم أن دليلة على نبوته أن يسرج٦ مسامير الحديد والطين!! وهذا؛ لأنه كان يطلي ذلك بدهن البيلسان٧، فتعمل فيه النار.

١٣٦٣- وقد تنبأ رجل يقال له كهمس الكلابي٨، وكان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه: يا أيها الجائع! اشرب لبنًا تشبع، ولا تضرب الذي لا ينفع؛ فإنه ليس بمقنع!! وزعم أن دليله على نبوته أنه يطرح بين السباع الضارية فلا تأكله، وحيلته في ذلك: أنه يأخذ دهن الغار٩......................................................


١ أسلم قبل الفتح، وشهد حنينًا والطائف، وكان من المؤلفة قلوبهم، ثم ارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى الإسلام، وعاش إلى خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد وقع في الأصل: حصين وهو تصحيف.
٢ زيادة من تاريخ الطبري "٢/ ٢٦١"، والكامل لابن الأثير "٢/ ٢٠٨". والرحى: الطاحون.
٣ في الأصل: جيشًا، وهو تصحيف، والتصويب من المصادر السابقة.
٤ محمد بن عمر بن واقد الأسلمي "١٣٠-٢٠٧هـ" العلامة صاحب التصانيف والمغازي، طبق ذكره شرق الأرض وغربها، وسارت بكتبه الركبان؛ إلا أنه خلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين فاطرحوه لذلك.
٥ لم أجد ترجمته.
٦ يسرج: يضيء.
٧ البيلسان: شجر له زهر أبيض صغير بهيئة العناقيد، وهو من الفصيلة البخورية، ويستخرج من بعض أنواعه عطر.
٨ لم أجد ترجمته. وقد وقع في الأصل: كهمش بالشين المعجمة، وهو تصحيف، وكهمس بالسين المهملة من أساء الأسد.
٩ الغار: شجر ينبت بريًا في سواحل الشام وجبالها، طيب الرائحة، ورقة دائم الاخضرار، وخشبة صلب، وعطر، وله حمل أصغر من البندق أسود يستخرج منه زيت، وكانوا يضفرون أوراقه أكاليل يتوجون بها المنتصرين في الحروب.

<<  <   >  >>