يأمن إحداهن أن تكرهه، وتريد غيره، فلا تتخلص إلا بقتله! ولو سلم من جميع ذلك، لم يسلم في الكسب لهن، فإن سلم، لم ينج من السآمة لهن، أو لبعضهن، ثم يطلب ما لا يقدر عليه من غيرهن؛ حتى إنه لو قدر على نساء بغداد كلهن، فقدمت امرأة مستترة من غير البلد، ظن أنه يجد عندها ما ليس عندهن!
ولعمري، إن في الجدة لذة، ولكن، رب مستور إذا انكشف افتضح.
ولو أنه سلم من كل أذى يتعلق بهن، أنهك بدنه في الجماع، فيكون طلبه للالتذاذ مانعًا من دوام الالتذاذ، ورب لقمة منعت لقمات! ورب لذة كانت سببًا في انقطاع لذات!!
١٤١٦- والعاقل من يقتصر على الواحدة، إذا وافقت غرضه، ولا بد أن يكون فيها شيء لا يوافق؛ إنما العمل على الغالب، فتوهب الخلة الردية للجيدة١.
وينبغي أن يكون النظر إلى باب الدين قبل النظر إلى الحسن؛ فإنه إذا قل الدين، لم ينتفع ذو مروءة بتلك المرأة.
١٤١٧- ومما يهلك الشيخ سريعًا الجماع، فلا يغتر بما يرى من انبساط الآلة، وحصول الشهوة؛ فإن ذلك مستخرج من قوته، ما لا يعود مثله، فلا ينبغي أن يغتر بحركة وشهوة، ولا يقرب من النساء، إن كان له رأي في البقاء.