القرب، وإن كان ولد له من الزنا، فالفضيحة الدائمة، والعقوبة التامة، وتنكيس الرأس عند الخالق والمخلوق.
وأما الجاهل، فيرى لذته في بلوغ ذلك الغرض، وينسى ما يجني مما يكدر عيش الدنيا والآخرة.
١٤٢٩- ومن ذلك شرب الخمر؛ فإنه تنجيس للفم والثوب، وإبعاد للعقل، وتأثيراته معلومة عند الخالق والمخلوق، فالعجب ممن يؤثر لذة ساعة تجني عقابًا، وذهاب جاه! وربما خرج بالعربدة إلى القتل!!
١٤٣٠- وعلى هذا فقس جميع المذوقات؛ فإن لذاتها إذا وزنت بميزان العقل لا تفي بمعشار عشير عواقبها القباح في الدنيا والآخرة، ثم هي نفسها ليست بكثير شيء فكيف تباع الآخرة بمثل هذا؟!
١٤٣١- سبحان من أنعم على أقوام، كلما لاحت لهم لذة، نصبوا ميزان العقل، ونظروا فيما يجني، وتلمحوا ما يؤثر تركها، فرجحوا الأصلح. وطمس على قلوب، فهي ترى صورة الشيء، وتنسى جناياته.
١٤٣٢- ثم العجب أنا نرى من يبعد عن زوجته، وهو شاب، ليعدو في الطريق، فيقال: ساع! فيغلب هواه لطلب ما هو أعلى، وهو المدح، فكيف لا يترك محرمًا ليمدح في الدنيا والأخرى؟!
١٤٣٣- ثم قدر حصول ما طلبت من اللذات وذهابها، وأحسب أنها قد كانت، وقد هانت، وتخلصت من محنها.
أين أنت من غيرك؟! أين تعب عالم قد درس العلم خمسين سنة؟! ذهب التعب، وحصل العلم، وأين لذة البطال١؟! ذهبت الراحة، وأعقبت الندم.
١ البطال: من يتبع طريق اللهو والجهالة، ويشتغل بما لا ينفعه.