وأعجب من الكل من يخاطر بنفسه في الهلاك ولا يدري، مثل أن يغضب، فيقتل المسلم، فيتقي غيظه بالتعذيب في جهنم.
١٤٨٥- وأظرف من هذا اليهود والنصارى، فإن أحدهم يبلغ، فيجب عليه أن ينظر في نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإذا فرط فمات، فله الخلود في جهنم.
ولقد قلت لبعضهم: ويحك! تخاطر بنفسك في عذاب الأبد! نحن نؤمن بنبيكم فتقول: لو أن مسلمًا آمن بنبينا، وكذب بنبيكم أو بالتوراة، خلد في النار، فما بيننا وبينكم خلاف!! إذ نحن مؤمنون بصدقه وكتابه، فلو لقيناه، لم نخجل، ولو عاتبنا مثلًا وقال: هل قمتم بالسبت؟ والسبت من الفروع، والفروع لا يعاقب عليها بالخلود.
فقال لي رئيس القوم: ما نطالبكم بهذا؛ لأن السبت إنما يلزم بني إسرائيل.
فقلت: فقد سلمنا بإجماعكم، وأنتم هالكون؛ لأنكم تخاطرن بأرواحكم في العذاب الدائم!! والعجب بمن يهمل النظر فيما إذا توانى فيه أوجب الخلود في العقاب الدائم.
وأعجب من الكل جاحد الخالق، وهو يرى إحكام الصنعة، ويقول: لا صانع. والسبب في هذه الأشياء كلها قلة العقل، وترك إعماله في النظر والاستدلال.