يمتارون١، قال:{ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ}[يوسف: ٥٩] ، فلو فطنوا، علموا أن ملك مصر لا غرض له في أخيهم، ثم حبسه بحجة، ثم قال: هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا وكذا! هذا كله وما يفطنون. فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب عليه السلام، قال:{اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ}[يوسف: ٨٧] ، وكان يوسف عليه السلام قد نهي بالوحي أن يعلم أباه بوجوده، ولهذا، لما التقيا، قال له: هلا كتبت إلي! فقال: إن جبريل عليه السلام منعني. فلما نهي أن يعرفه خبره، ليفذ البلاء، كان ما فعل بأخيه تنبيهًا؛ فصار كأنه يعرض بخطبة المعتدة. وعلى فهم يوسف -والله- بكى يعقوب، لا على مجرد صورته.