مالٍ كعقارٍ، ناصفة في نفقته١، ليكفيه دخله، وليقلل الهم على مقدار ما يمكنه من حذف العلائق جهده، ليجمع الهم في ذكر الآخرة؛ فإن لم يفعل، أخذ في غفلته، وندم في حفرته.
١٥١٣- وأقبح الأحوال حال عالم فقيه، كلما جمع همه لذكر الآخرة، شتته طلب القوت للعائلة، وربما احتاج إلى التعرض للظلمة، وأخذ الشبهات، وبذل الوجه، فيلزم هذا التقدير في النفقة، وإذا حصل له شيء من وجه، دبر فيه. ولا ينبغي أن يحمله قصر الأمل على إخراج ما في يده؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم:"لأن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس".
١٥١٤- وأذل من كل ذل التعرض للبخلاء والأمراء؛ فليدبر أمره، ويقلل العلائق، ويحفظ جاهه، فالأيام قلائل. وقد بعث إلى أحمد بن حنبل مال، فسأله ابنه قبوله، فقال: يا صالح! صني! ثم قال: أتسخير الله، فأصبح فقال: يا بني! قد عزم لي ألا أقبله، هذا، وكان العطاء هنيًّا، وجاءه من وجوه! فانعكس الأمر اليوم.