للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطرف، قلق القلب بتقاضي١ النظرة، فهذا الغاية، ودونه مراتب على مقاديرها يكون بلوغ الأغراض، وإن كان جارية تشترى، فلينظر إليها أبلغ من ذلك النظر.

١٣٥- ومن قدر على مناطقة المرأة أو مكالمتها بما يوجب التنبيه، ثم ليرى ذلك منها، فإن الحسن في الفم والعينين، وقد نص أحمد على جواز أن يبصر الرجل من المرأة التي يريد نكاحها ما هو عورة، يشير إلى ما يزيد على الوجه٢.

١٣٦- ومن أمكنه أن يؤخر العقد أو شراء الجارية لينظر كيف توقان قلبه، فإنه لا يخفى على العاقل توقان النفس لأجل المستجد، وتوقانها لأجل الحب، فإذا رأى قلق الحب، أقدم، فإنه قد أخبرنا محمد بن عبد الباقي٣، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم٤، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الجبار بن أبي عامر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني خالد بن سلام، قال: حدثنا عطاء الخراساني٥، قال: مكتوب في التوراة: كل تزويج على غير هوى؛ حسرة وندامة إلى يوم القيامة.

١٣٧- ثم يبنغي للمتخير أن يتفرس الأخلاق؛ فإنها من الخفي، وإن الصورة إذا خلت من المعنى، كانت كخضراء المدمن ٦، ونجابة الولد مقصودة.


١ تقاضي: انقضاء، ويكثر هذا التعبير في الكتاب، وتختلف دلالته حسب السياق، فالمؤلف يستعمله بمعان دارجة.
٢ النظر إلى وجه المخطوبة ورقبتها ويدها مباح عند الحنابلة، بشرط أن يغلب على ظنه أنه مقبول عندها بحيث لا ترد خطبته، وأن لا يكون في خلوة، ولا يشترط أن يستأذنها، أو يستأذن وليها في النظر، بل له أن ينظر إليها وهي غافلة، وأن يكرر النظر مرة بعد أخرى، اهـ. الفقه على المذاهب الأربعة "٤/ ١٠" وانظر: مختصر الإفادات لابن بلبان ص "٤٠٤".
٣ أبو بكر البغدادي، النصري الحنبلي: "٤٤٢-٥٣٥" مسند العصر، العالم المتفنن المعروف بقاضي المرستان، وهو المرستان العضدي "الذي أنشأه عضد الدولة فناخسرو بن بويه بالجانب الغربي من بغداد" وكان حسن الصورة حلو المنطق.
٤ أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني "٣٣٦-٤٣٠هـ": حافظ مؤرخ من الثقات في الحفظ والرواية، أشهر كتبه حلية الأولياء وهو من مصادر المؤلف في كتبه، وقد اختصره في كتابه صفوة الصفوة.
٥ عطاء بن أبي مسلم الخراساني "٥٠-١٣٥هـ": المحدث الواعظ، نزيل دمشق والقدس.
٦ الدمن: جمع دمنة، وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها: أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير.

<<  <   >  >>