للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشرح المطالع فرأي الرازي فكره يجول في المنطق كضوء البارق المتألق وشاهد من نفسه أنه قد قوى الضعف في قواه فأرسله إلى المولى مبارك شاه المنطقى وكان تلميذه ومولاه ماهراً في فنون المنطق وكان متوطنا بمصر فتوجه السيد الشريف إلى خدمة مبارك شاه وسمع شهرة جمال الدين محمد بن محمد الاقسرائي شارح الموجز في الطب فارتحل إلى بلاد قرمان ولما قرب منه رأى شرحه للإيضاح للخطيب القزويني فلم يعجبه وقال أنه كلحم بقر عليه ذباب ووجهه أن الإيضاح كتاب مبسوط مفصل قلما يحتاج إلى الحل وكان جمال الدين يكتب المتن بتمامه ثم يعقبه بكلامه وكان يضرب على المتن بالمداد الأحمر فكان الشرح كالذباب على لحم البقر ولما قال الشريف هكذا قال له بعض الطالبين اذهب إليه فانظر إلى تقريره تجده أحسن من تحريره فقصده فصادف موت جمال الدين دخوله في البلد فلقي الشريف هناك المولى شمس الدين محمد الفناري وارتحلا إلى مصر فقرآ على أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي صاحب العناية حاشية الهداية وأخذ عنه الفنون الشرعية وكان (١) من شركائهما محمود (٢) بن إسرائيل الشهير بابن قاضى سماوه


= حيث ذكرهما في موضعين وهو ظن فاسد بل هو واحد والكل من تصانيفه وقد وافقه في هذا الوهم ملاً معصوم البلخي في حواشي شرح ملخص الجغمينى ورددته عليه في رسالتى الإفادة الخطيرة في بحث سبع عرض شعيرة فليرجع إليها.
(١) وكان من شركائهما أيضاً المولى أحمدي كان أصله من ولاية كرميان قرأ ببلاده ثم دخل القاهرة وقرأ هناك وحكى أنه حضر عند شيخ من مشايخ الصوفية ومعه المولى الفنارى والحاج باشا فنظر إليهم وقال لأحمدى ستضيع عمرك في الشعر وقال للحاج باشا ستضيع عمرك في الطب وقال للفنارى ستصير عالماً ربانياً فكان كما قال حيث صاحب المولى أحمدي بعد عوده إلى بلاده أمير كرميان وكان هو راغباً في الشعر فرغب هو أيضاً في الشعر ثم صاحب الأمير سليمان بن بايزيد خان ونظم لأجله كتابه المسمى بسكندرنامه وكثيراً من الأشعار والقصائد كذا في الشقائق.
(٢) هو الشيخ بدر الدين محمود بن إسرائيل بن عبد العزيز الشهير بابن قاضي سماوة وُلد في قلعة سماوة من بلاد الروم حين كان أبوه قاضياً بها وأخذ في صباه عن والده وحفظ القرآن وقرأ بقونية بعضاً من العلوم وارتحل إلى الديار المصرية وقرأ هناك مع السيد الشريف وبرع في جميع العلوم وصنف لطائف الإشارات في الفقه وشرحه التسهيل وجامع الفصولين جمع فيه بين فصول العمادي وفصول الاستروشني وعنقود الجواهر شرح المقصود في الصرف وحكى أنه لما جاء الأمير تيمور لتبريز وقعت عنده منازعة بين العلماء فذكر الشيخ الجزرى عند تيمور الشيخ بدر الدين بن قاضى سماوة للمحاكمة فدعاه الأمير تيمور فحكم الشيخ بينهما ورضى الكل بحكمه واعترف العلماء بفضله واعطاه تيمور مالاً جزيلاً ثم سافر إلى مصر ثم إلى حلب ثم دعاه أمير الجزيرة وأسلم على يديه ثم جاء إلى أدرنة وكانت وفاته سنة ٨١٨ تقريباً كذا في الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية.

<<  <   >  >>