للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحاج (١) باشا صاحب التسهيل وهما أيضاً كانا من شركاء السيد عند قراءة شرحي الرسالة والمطالع على مبارك شاه فبلغ الشريف ترجمة الكمال وفاق الأقران والأمثال حتى ارتفع شأنه وقوى سلطانه ثم توطن شيراز ولازم الدرس والاشتغال ولما تسلطن تيمور (٢) الأعرج وقدم شيراز وأمر بالنهب والاغارة أعطى السيد الأمان بسبب عرض وزيره وقد علم أنه فريد الدهر فالتمس منه أن يرتحل إلى ما وراء النهر فأقام السيد بسمرقند مدة ولازم الدرس والإفادة وكان سعد الدين التفتازاني صدر صدور مجالس تيمور وكان حبراً غواصاً في بحار المعارف وبحراً موَّاجاً يؤخذ منه درر المعارف وكان يرجح تيمور السيد وكان يقول فرضنا أنهما سيان في الأصل والعرفان فللسيد شرف النسب فانشرح صدر السيد وأقدم على أفحام التفتازاني وجرى بينهما بحث في اجتماع الاستعارة التبعية والتمثيلية في كلام صاحب الكشاف في قوله تعالى {أُولَئِكَ


(١) كان من ولاية ايدين من الروم ايلى وارتحل إلى القاهرة وقرأ على أكمل الدين ومبارك شاه المنطقى ثم عرض له مرض شديد فاضطره إلى الاشتغال بالطب فمهر فيه وفوّض إليه بيمارستان مصر فدبره أحسن تدبير وصنف كتاب الشفا في الطب ومختصراً فيه سماه التسهيل وصنف قبل اشتغاله بالطب حواشي على شرح المطالع للقطب الرازي على تصوراته وتصديقاته وذلك قبل تأليف السيد الشريف حواشيه على شرح المطالع حتى أن السيد رد عليه في بعض المواضع مع أنه كان يشهد له بالفضيلة كذا في الشقائق النعمانية وذكر صاحب الكشف عند ذكر شفاء الأسقام أنه كتاب في الطب لخضر بن عليّ بن الخطاب المعروف بالحاج باشا المتوفى بعد سنة ٨٠٠ تقريباً.
(٢) هو تيمور بكسر التاء المثناة الفوقية وسكون الياء المثناة التحتية وواو ساكنة بين ميم مضمومة وراء مهملة ابن ترغاي بن ابغاي ويتصل نسبه من جهة النساء حبائل الشيطان إلى جنكيز خان والعرب يقولون في اسمه تمور تارة وتمر لنك تارة ومسقط رأسه قرية تسمى خواجه ايلغار من أعمال الكش وهي مدينة من مدن ما وراء النهر بكسر الكاف وتشديد الشين المعجمة ويقال كس بالسين المهملة وسبب كونه أعرج أنه في بعض الليالي سرق غنمة واحتملها فضربه الراعى في كتفه سهماً فأبطلها وثني بآخر في فخذه فاختلها فعَرَج بعد ما عُرج إلى ما عرج ولما استولى على ما وراء النهر تزوَّج بنات الملوك فزادوا في ألقابه كوركان وهو بلغة المغول الختن لكونه صاهر الملوك وصار له في بيتهم سكن وكان أبوه فقيراً وابنه هذا معه حقيراً فانقلب الدور عليه فصار شاباً حديداً أميراً وكان أمياً لا يعرف خطاً ولا رسماً محباً للفقراء والعلماء صاحب فراسة وكياسة وقد خضعت له العساكر واجتمعت له الأكابر والأصاغر بحسن تدبيره ومساعدة تقديره وكان إذا دخل بلدة مكر وغدر وحرب وغلب وظلم وجلب قد صفت له ممالك سمرقند وولاياتها وممالك ما وراء النهر وجهاتها وتركستان وما حواليها وممالك خوارزم وكاشغر وملخبثان وما يتعلق بها وأقليم خراسان وغالب ممالك مازندان وزاولستان وطبرستان والرَّي وغزنة واستراباد وغيرها من البلاد وقصد بلاد الروم والشام وفعل فيها ما فعل حسب ما رام وتوفي سابع عشر شعبان سنة ٨٠٧ بنواحي =

<<  <   >  >>