(١) ذكره صاحب عجائب المقدور من علماء عصر تيمور وقال هو نعمان الدين الخوارزمي أبو عبد الجبار كان يقال له النعمان الثاني وكان أعمى انتهى وذكر اين الشحنة أنه لما جاء تيمور لحلب كان معه المولى عبد الجبار ابن العلامة نعمان الدين الحنفي والده كان من العلماء المشهورين ببلاد سمرقند وقد حضر عنده العلماء والقضاة فقال له قل لهم إنى سائلكم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها ولم يوضحوا الجواب وكان بلغنا عنه أنه يعنت العلماء في الأسئلة ويجعل ذلك سبباً لتعذيبهم وقتلهم فقال القاضي شرف الدين موسى الأنصارى الشافعى عنى هذا شيخنا ومدرس هذه البلاد ومفتيها سلوه فقال لي عبد الجبار سلطاننا يقول بالأمس قتل منا ومنكم فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم ففتح الله علىَّ بجواب سريع بديع وقلت هذا سؤال سئل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجاب عنه وأنا مجيب بما أجاب به فألقى تيمور سمعه وبصره إلىَّ وقال لي عبد الجبار يسخر من كلامي كيف فقلت جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال إن الرجل يقاتل حمية وشجاعة ويقاتل ليعرف مكانه فأينا في سبيل الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قاتل لتكون كلمة الهدى العليا فهو في سبيل الله فمن قاتل منا ومنكم لإعلاء كلمة الله فهو الشهيد فقال تيمور لنك خوب وقال عبد الجبار ما أحسن ما قلت انتهى ملخصاً: وفي الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي عبد الجبار بن عبد الله الخوارزمي الحنفي قدم حلب مع تمر لنك سنة ثلاث وثمانمائة وهو حينئذ ابن أربعين سنة وهو معظم عند تمر لنك ودخل معه دمشق ثم بلاد العجم ومات هناك في سنة خمس وثمانمائة وكان عالم الدست في زمانه ذكره ابن خطيب الناصرية ووصفه بالفضل والذكاء وأنه كلم علماء حلب بحضرة تمر لنك وطالع شرح الهداية لأكمل الدين وخطأه في مواضع وتبعه شيخنا في أنبائه ووصفه بالمعتزلي وذكره غيرهما فسمى أباه نعمان بن ثابت وقال أنه وُلد في حدود سنة سبعين وكان إماماً بارعاً متقناً في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والعربية واللغة انتهت