سادس ربيع الآخر سنة ست عشرة وثمانمائة بشيراز وأرخه العيني ومن تبعه سنة أربع عشرة وثمانمائة والأول أصح انتهى كلام السخاوي * قلت ابن سبطه الذي أخبره بتصانيفه قد ذكره السخاوي بنفسه في الميم حيث قال محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله بن طاهر بن هاشم بن عرب شاه بن زيد السيد شمس الدين أبو عبد الله بن الجلال بن التاج بن الأصيل الحسني الجرجانى الشيرازي المولد والدار الحنفي وأبوه سبط السيد الشريف الجرجاني لقينى بمكة سنة ست وثمانين وثمانمائة فقرأ على بعض صحيح البخاري وسمع مني أشياء وكتبت به إجازة انتهى فهذا ابن سبطه يخبر أن له حاشية علي المشكاة فكيف يصح قول القاري أنها غير مذكورة في تصانيفه * وقد أخبر أيضاً أن له حاشية على خلاصة الطيبي في أصول الحديث والهداية فبطل قول من زعم أن السيد لم يكن له دخل في الفقه والحديث وفنونه * وأما ما أخبر به أن له حاشية على التجريد ففيه مسامحة فإن حاشيته على شرح تجريد الطوسي للأصفهاني لا على تجر الطوسي كما لا يخفى على من طالعه * وبه يظهر مسامحة العيني حيث عد في تاريخه من تصانيفه شرح التجريد كما قال السيوطي في بغية الوعاة على بن محمد بن علي الحنفي الشريف الجرجانى قال العينى في تاريخه عالم بلاد الشرق كان علامة دهره وكانت بينه وبين الشيخ سعد الدين التفتازانى مباحثات في مجلس تمرلنك وله تصانيف مفيدة منها شرح المواقف وشرح التجريد ويقال أن مصنفاته زادت على خمسين مات سنة أربع عشرة وثمانمائة هذا ما ذكره العينى ومن مصنفاته شرح القسم الثالث من المفتاح وحاشية الكشاف لم تتم ورسالة في تحقيق معاني الحروف وأفادني صاحبنا المؤرخ شمس الدين أن مولد الشريف بجرجان سنة أربعين وسبعمائة وأنه توفي بشيراز سنة ست عشرة وثمانمائة انتهى * وأما ما ذكر أن له حاشية على المطالع ففيه أيضاً مسامحة فإن حاشيته على شرح المطالع للقطب الرازي لا على المطالع * وفي حبيب السير في أخبار أفراد البشر (١) لغياث الدين عند ذكر علماء عصر السلطان تمرلنك أن السيد
(١) هو غياث الدين بن همام الدين الشيرازي الأصل الهروى المنشأ كان سابقاً على أقرانه في الفصاحة والإنشاء فائقًا على أمثاله في ضبط تواريخ العلماء والكبراء صنف خلاصة الأخبار وأخبار الأخيار ومكارم الأخلاق ومآثر الملوك ودستور الوزراء وغيرها وشرع في تصنيف حبيب السير في شهور سنة ٩٢٧ وانتقل في شوال سنة ٩٣٣ من هراة إلى قندهار ثم سافر إلى الهند سنة ٩٣٣ ودخل في دار الخلافة أكبر آباد رابع المحرم سنة ٩٣٥ ووصل إلى خدمة السلطان ظهير الدين بابر ونال بخدمته الحظ الأوفر وأقام هناك إلى أن توفي سنة ٩٤٢ ونقل جسده حسب وصيته إلى دهلى ودفن بجوار سلطان المشايخ نظام الدين الولي كذا ذكره بعض الأماثل أخذا من تواريخ الأفاضل وفي كشف الظنون حبيب السير فارسي لغياث الدين بن همام الدين المدعو بخوارزم ألفه بالتماس خواجه حبيب الله من أعيان دولة شاه إسماعيل ابن حيدر الصفوي سنه ٩٢٧ وهو في ثلاث مجلدات كبار من الكتب المتعة المعتبرة إلا أنه أطال في وصف ابن حيدر كما هو مقتضي حال عصره وهو معذور فيه.