للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشريف ولد سنة أربعين وسبعمائة بقرية طاغو من أعمال استراباد وفرغ من التحصيل في أدني مدة ولما كان شاه شجاع الدين مظفر مقيما بقصر زرد سنة سبعين وسبعمائة أراد السيد أن يتشرف بملازمته فلبس لباس أهل العسكر وقال لسعد الدين مسعود التفتازاني وكان يذهب إلى السلطان شجاع إنى رجل غريب ماهر في الرمي أرجو أن تسعى في حقي عند السلطان ليتيسر لي الملاقاة فركب السعد ومشى السيد معه حتى وصلا إلى باب القصر فأوقفه السعد على الباب ودخل على السلطان وذكر أوصافه فطلبه السلطان وقال له أرني كمالك في الرمى فأخرج السيد جزء فيه اعتراضات على المصنفين من نتائج طبعه وأعطاه السلطان وقال هذه سهامى وهذه صنعتي فاطلع السلطان على مرتبته وعظمه واحترمه وذهب به معه إلى شيراز وفوض إليه تدريس دار الشفا فأقام السيد هناك عشر سنين يفيد ويدرس ولما فتح الأمير تيمور سنة تسع وثمانين وسبعمائة بلدة شيراز أمر السيد أن يذهب إلى سمرقد فأقام هناك مدة إلى أن مات تيمور فرجع السيد إلى شيراز ومات هناك سنة ست عشرة وثمانمائة انتهى معربا ملخصاً * واعلم أنهم اتفقوا على كون السيد علي الشريف حنفيا ولم أر من ذكره من الشافعية واختلفوا في وصف معاصره وخصمه سعد (١) الدين التفتازانى فطائفة جعلوه حنفيا اغترارا بتصانيفه في الفقه الحنفي منهم (٢) صاحب


(١) وكان له ولد اسمه محمد كان منتظماً في سلك العلماء ملازماً لمجلس تيمور وقد حضر بحضرته بسمرقند مرة فأمر له بخمسة آلاف دينار ولما مات تيمور أقام هو في هراة ومات سنة ٩٣٨ بالطاعون وكان له ولد اسمه يحيى ولقبه قطب الدين كان في أواخر عهد مرزا شاه رخ بن تيمور إلى عهد مرزا سلطان حسين ممتازاً بمنصب مشيخة الإسلام وكان يعرف بشيخ الإسلام وكان له حظ عظيم من العلوم الدينية ويد طولى في إفادة الطلبة وفصل القضايا من غير مداهنة في الأمور الشرعية توفى يوم الإثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة ٨٨٧ ودفن بقرب خواجه عبيد الله الأنصارى وكان له ولد مشهر بشيخ الإسلام سيف الدين أحمد كان علامة في العالم وملاذ علماء بني آدم فائقاً على أهل عصره في علوم الحديث والفقه وسائر العلوم النقلية ماهراً فى العلوم العقلية ولما مات والده تولى مناصبه وأقام بخطة خراسان نحواً من ثلاثين سنة يدرس ويفيد إلى أن وصل حكم عزله من السلطان حسين في سنة ٩١٦ ومات في تلك السنة كذا في حبيب السير قلت وهو المشهور بحفيد التفتازاني وله تصانيف متداولة منها حواش على التلويح حاشية التوضيح لجده التفتازاني ومنها حواش على شرح الوقاية لصدر الشريعة وهي المشهورة بحواشي شيخ الإسلام ذكر في آخرها أنه فرغ منها في شهور سنة ٩٠٠ وقد طالعتهما ومنها شرح تهذيب المنطق والكلام لجده وشرح الفرائض السراجية وغير ذلك.
(٢) هو الشيخ العلامة المدقق الفهامة زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم الحنفي أخذ العلوم عن جماعة منهم شرف الدين البلقيني وشهاب الدين الشلبي والشيخ أمين الدين بن عبد العال وأجازوه بالإفتاء والتدريس وانتفع به خلائق وله عدة مصنفات منها شرح الكنز والأشباه والنظائر وأخذ الطريق عن العارف بالله =

<<  <   >  >>