للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتَّى أتى الشَّجَرَةَ الأُخرَى، فأخذَ بغُصْنٍ منْ أغصانِها فقال: انقادِي عليَّ بإذنِ اللَّه. فانقادَتْ معهُ كذلك، حتَّى إذا كانَ بالمَنْصَفِ ممَّا بينهُما قال: التَئِما عليَّ بإذنِ اللَّه. فالتَأَمَتا، فجلسْتُ أُحدِّثُ نفسِي، فحانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فإذا أنا برسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مُقبِلًا، وإذا الشَّجَرتانِ قدْ افْتَرَقَتَا، فقامَتْ كُلُّ واحِدةٍ منهُما على ساقٍ" (١).

٤٦٠٠ - عن يزيد بن أبي عُبَيْد (٢) رضي اللَّه عنهما قال: "رأيتُ أثَرَ ضَرْبةٍ في ساقِ سَلَمةَ بنِ الأكْوَعِ رَضي اللَّه عنه فقلت: يا أبا مُسلمِ ما هذِه الضَّرْبةُ؟ قال: ضَرْبةٌ أصابَتْنِي يومَ خَيْبَرَ فقالَ النَّاسُ: أُصيبَ سلَمَةُ، فأتيتُ النَّبيَّ صلى اللَّه عليه وسلم فنَفثَ فيهِ (٣) ثلاثَ نَفَثات، فما اشْتَكَيْتُها حتَّى الساعةَ" (٤)

٤٦٠١ - وقال سهْل بن سعد رضي اللَّه عنه: "قالَ رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هذِه الرايةَ غدًا رجلًا يَفتحُ اللَّه على يَديهِ يُحبُّ اللَّه ورسولَهُ ويُحبُّهُ اللَّه ورسولُهُ. فلمَّا أصبحَ النَّاسُ غَدَوْا على


(١) أخرجه مسلم في الصحيح ٤/ ٢٣٠٦ - ٢٣٠٧، كتاب الزهد (٥٣)، باب حديث جابر الطَّويل (١٨)، الحديث (٧٤/ ٣٠١٢)، وأفيح: أي واسعًا. وشاطئ الوادي: أي جانبه. والبعير المخشوش: هو الذي يجعل في أنفه خِشاش بكسر الخاء، وهو عود يجعل في أنف البعير إذا كان صعبًا ويشدّ فيه حبل ليذل وينقاد، وقد يتمانع لصعوبته فإذا اشتدّ عليه وآلمه انقاد شيئًا، ولهذا قال: "الذي يصانع قائده" (النووي، شرح صحيح مسلم ١٨/ ١٤٣).
(٢) هو شيخ شيخ البخاري، ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب ٢/ ٣٦٨، الترجمة (٢٩٦)، وقال: (يزيد بن أبي عبيد الأسلمي، مولى سلمة بن الأكوع -الصحابي- ثقة، من الرابعة، مات سنة بضع وأربعين ومائة، روي له الستة).
(٣) تصحفت في المطبوعة إلى (فيها) والتصويب من المخطوطة وصحيح البخاري.
(٤) أخرجه البخاري في الصحيح ٧/ ٤٧٥، كتاب المغازي (٦٤)، باب غزوة خيبر (٣٨)، الحديث (٤٢٠٦). والنفث فوق النفخ ودون التفل، وقد يكون بغير ريق بخلاف التفل، وقد يكون بريق خفيف بخلاف النفخ (الحافظ ابن حجر، فتح الباري ٧/ ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>