وأما رواية أبي سلام فاختلف عليه، وروى حماد بن مالك كما تقدم كرواية عبد الرحمن بن يزيد وخالفه زيد بن سلام، فرواه عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر، عن معاذ، وقد ذكره مطولًا، وفيه قصة، هكذا رواه جهضم بن عبد اللَّه اليماني، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، أخرجه: أحمد، وابن خزيمة، والروياني، والترمذي، والدارقطني، وابن عدي وغيرهم. وخالفهم موسى بن خلف فقال: عن يحيى، عن زيد، عن جده، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن عامر، عن معاذ، أخرجه الدارقطني، وابن عدي، ونقل عن أحمد أنه قال: (هذه الطريق أصحها). (قلت) -أي الحافظ ابن حجر- فإن كان الأمر كذلك، فإنما روي هذا الحديث عن مالك بن عامر أبو عبد الرحمن السكسكي، لا عبد الرحمن بن عائش، ويكون للحديث سندان: ابن جابر، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش ويحيى، عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن، عن مالك، عن معاذ، يقوي ذلك اختلاف السياق بين الروايتين، وأما قول ابن السكن: (ليس لعبد الرحمن بن عائش حديث غيره)، فقد سبقه الى ذلك البخاري. ولكن ليس في عبارته تصريح، بل قال: (له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه). (قلت) -أي الحافظ ابن حجر- وقد وجدت له حديثًا آخر مرفوعًا، وله حديث ثالث موقوف: الأول أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" وفي "اليوم والليلة" من طريق أبي معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عائش قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: "من نزل منزلًا فقال أعوذُ بكلماتِ اللَّه التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ لَمْ يَرَ في مَنْزِلِهِ شَيْئًا يكرَهُهُ حَتى يَرْتَحلَ عَنْهُ" قال سُهَيْلٌ قال أبي: فرأيت عبد الرحمن بن عائش في المنام فقلت له: حدثك النبيُّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هذا الحديث؟ قال: نعم، قال أبو نعيم: (تابعه موسى بن يعقوب الزمعي عن سهيل نحوه) وروينا في "الذكر" للفريابي من طريق إسماعيل بن جعفر، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عائش أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: "مَنْ قَالَ حينَ يُصْبحُ: لا إله إلا اللَّه وَحْدَهُ لَا شَريكَ له -الحديث" وفيه: فكان ناس ينكرون ذلك ويقولون لابن عائش: لأنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، فَأُرِيَ رجلٌ مِمَّنْ كانَ ينكر ذلك رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم =