للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢. عن ابن شهاب (١): أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام (٢)، وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل، فأسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن، فدعته إلى الإسلام فأسلم، وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثب إليه فرحًا، وما عليه رداء حتى بايعه فثبتا على نكاحهما ذلك (٣).

وجه الدلالة من الحديثين:

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبقاهم على أنكحتهم، ولم يسأل المرأة هل انقضت عدتك أم لا؟ ولا


(١) هو الإمام علم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري المدني، الإمام: ولد سنة خمسين، وحدث عن ابن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك. وقال مالك: "بقي ابن شهاب وماله في الدنيا نظير". وقال أيوب السختياني: "ما رأيت أعلم منه". قال سعد بن إبراهيم: "ما رؤي أحد جمع بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جمع ابن شهاب"، قال الذهبي: "الزهري أعلم الحفاظ"، توفي في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
انظر: تذكرة الحفاظ (١/ ٨٣ - ٨٥)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٢٦ - ٣٥٠).
(٢) أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية، زوج عكرمة بن أبي جهل ابن عمها، أسلمت يوم الفتح. انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/ ١٩٣٢)، الإصابة في تمييز الصحابة (٨/ ٣٧٩).
(٣) رواه مالك في الموطأ في كتاب النكاح، باب نكاح المشركة إذا أسلمت قبله (٢/ ٥٤٥)، وعبد الرزاق في مصنفه (٧/ ١٦٩)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٢٥٦)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب النكاح، باب من قال لا ينفسخ النكاح بينهما بإسلام أحدهما إذا كانت مدخولًا بها حتى تنقضى عدتها قبل إسلام المتخلف منهما (٧/ ٣٠٢) برقم (١٤٠٦٣).

قال الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله -: "هذا الحديث لا أعلمه يتصل من وجه صحيح، وهو حديث مشهور معلوم عند أهل السير وابن شهاب إمام أهل السير وعالمهم وكذلك الشعبي وشهرة هذا لحديث أقوى من إسناده إن شاء الله". التمهيد (١٢/ ١٩)، وقال الألباني: "وهذا إسناد مرسل أو معضل" إرواء الغليل (٦/ ٣٣٧).

<<  <   >  >>