للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتارة عن الحسن، والذي وجدته مسندًا من قول عبيدة (١).

٢. أن المعنى المتواتر عند أهل الغريب واللغة أن الظريف هنا، البليغ الجيد الكلام الذي ربما يسقط بكلامه الحد، وقد يطلق الظريف على حسن الوجه والهيئة.

قال الأصمعي (٢):

"الظريف البليغ الجيد الكلام"، وقالا: "الظرف في اللسان". واحتجا بقول عمر - رضي الله عنه -: إذا كان اللص ظريفًا لم يقطع معناه، إذا كان بليغًا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد، وقال غيرهما: الظريف الحسن الوجه والهيئة (٣).

قال الحسن: "إذا كان اللص ظريفًا لم يُقطَع، أي إذا كان فصيحًا بليغًا احتجّ عن نفسه بما يُسقِطُ عنه الحدَّ" (٤).

أدلة القول الثاني:

١. يقطع الداخل؛ لأن سرقته قد تمت بأخذ المال المحرز، والخروج بعد ذلك ليس


(١) المسند للشاشي (٢/ ٩٨)
(٢) هو الإمام عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي: راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان. نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة. الأعلام للزركلي (٤/ ١٦٢)

كان الرشيد يسميه "شيطان الشعر". قال الأخفش: "ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي". وقال أبو الطيب اللغوي: "كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظًا". وكان الأصمعي يقول: "أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة". وتصانيفه كثيرة، منها "الإبل"، و"خلق الإنسان" و" المترادف" و"شرح ديوان ذي الرمة" وغيرها كثير، وللمستشرق الألماني وليم أهلورد كتاب سماه "الأصمعيات" جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها. وأعاد أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون طبعها، ومحققة مشروحة، وسمياها "اختيار الأصمعي" مات سنة ٢١٦ هـ. انظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٤٠٩)، الأعلام للزركلي (٤/ ١٦٢).
(٣) تهذيب اللغة (١٤/ ٢٦٧) الزاهر في معاني كلمات الناس (١/ ١١٢)، كشف المشكل من حديث الصحيحين (١/ ٣٨١)، النهاية (٣/ ١٥٧).
(٤) تصحيح التصحيف وتحرير التحريف (ص: ٣٧٠).

<<  <   >  >>