للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا اشهدوا أن دمها هدر» (١).

في الحديث:

بيان أن ساب النبي - صلى الله عليه وسلم - مهدر الدم (٢).

٢. عن أنس رضي الله عنه "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر (٣)، فلما نزعه جاء رجل فقال: إنّ ابن خطل (٤) متعلق بأستار الكعبة، فقال: «اقتلوه» (٥).

وجه الدلالة:


(١) رواه أبو داود في سننه، كتاب الحدود، باب الحكم فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٤٣٦١)، والنسائي في سننه، كتاب تحريم الدم، باب الحكم فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٤٠٧٠)، وقال الألباني: "إسناده صحيح على شرط مسلم" إرواء الغليل (٥/ ٩٢).
(٢) معالم السنن (٣/ ٢٩٦).
(٣) المغفر: ما يجعل من فضل درع الحديد على الرأس. انظر: طرح التثريب (٥/ ٨٦).
(٤) قال ابن إسحاق وعبد الله بن خطل، رجل من بني تيم بن غالب.
قال ابن كثير: ويقال إن اسمه عبد العزى بن خطل، ويحتمل أنه كان كذلك، ثم لما أسلم سمي عبد الله.
وإنما أمر بقتله لأنه كان مسلمًا، فبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقًا (جامعًا للصدقات، وهي الزكاة)، وبعث معه رجلًا من الأنصار، وكان معه مولى له يخدمه، وكان مسلمًا، فنزل منزلًا، وأمر المولى أن يذبح له تيسًا، فيصنع له طعامًا، فنام، فاستيقظ ولم يصنع له شيئًا، فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركًا.
وكان له قينتان، فكانتا تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، فلهذا أهدر دمه، ودم قينتيه.
انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٤٠٩ - ٤١٠)، تاريخ الرسل والملوك للطبري (٣/ ٥٩)، دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٤١)، أقضية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ص: ٤٠)، البداية والنهاية (٤/ ٣٤١)، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (٣/ ٤٣٨).
(٥) رواه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب أين ركز النبي - صلى الله عليه وسلم - الراية يوم الفتح، رقم (٤٢٨٦)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، رقم (١٣٥٧).

<<  <   >  >>