للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استدل بقصة ابن خطل طائفة من الفقهاء على أن من سب النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين يقتل-وإن أسلم- حدًّا (١).

واعترض عليه:

بأن ابن خطل كان حربيًا، فقُتل لذلك (٢).

وأجيب:

بأنه كان مرتدًا بلا خلاف بين أهل العلم بالسير (٣)، وحتم قتله بدون استتابة مع كونه مستسلمًا منقادًا، قد ألقى السلم كالأسير، فعلم أن من ارتد وسب يقتل بلا استتابة بخلاف من ارتد فقط.

يؤيده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آمن عام الفتح جميع المحاربين إلا ذوي جرائم مخصوصة، وكان ابن خطل ممن أهدر دمه دون غيره، فعلم أنه لم يُقتل لمجرد الكفر والحراب (٤).

٣. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بعث علي رضي الله عنه، وهو باليمن بذهبة في تربتها، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أربعة نفر: الأقرع بن


(١) الصارم المسلول (ص: ١٣٦).
(٢) نفس المرجع.
(٣) انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٤٠٩ - ٤١٠)، تاريخ الرسل والملوك للطبري (٣/ ٥٩)، دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٤١)، أقضية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ص: ٤٠)، البداية والنهاية (٤/ ٣٤١)، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (٣/ ٤٣٨).
وانظر: شرح مختصر خليل للخرشي (١/ ٢٩)، حاشية العدوي (١/ ١١٦)، الأم للشافعي (٦/ ١٨٤)، الغرر البهية (١/ ٧)، حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب (١/ ٤٢).
(٤) الصارم المسلول (ص: ١٣٦).

<<  <   >  >>