للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهما" (١).

وقال ابن رشد الجد (٢): "فإذا نوى هو بقوله لا أفارق غريمي لا أفارقه أنا في خاصتي لم يكن عليه شيء إن فر عنه غريمه؛ لأنه يحصل بما نواه كالقائل لا أفارق غريمي إلا أن يفر عني ولو حلف ألا يفارق غريمه ونوى إلا أن يبدو له أو إلا أن يرى خيرًا من ذلك وما أشبه ذلك لم ينتفع بذلك على مذهب مالك" (٣).

تعليل القول الأول:

١. قالوا: لأن الحالف قد عقد يمينه على فعل نفسه في المفارقة، وهو ما فارق غريمه، ولا فُعل باختياره، إنما الغريم هو الذي فارقه (٤).

٢. ولأن المفارقة مفاعلة منهما جميعًا؛ فالحكم هنا منوط بالتفرق، وهو يحصل


(١) النوادر والزيادات (٥/ ٩٦).
(٢) هو الإمام، العلامة، شيخ المالكية، قاضي الجماعة بقرطبة، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي، المالكي. ولد سنة ٤٥٠ هـ وهو جد ابن رشد الفيلسوف (محمد بن أحمد-صاحب بداية المجتهد).
قال ابن بشكوال: "كان فقيهًا عالماً، حافظًا للفقه، مقدَّمًا فيه على جميع أهل عصره، عارفًا بالفتوى، بصيرًا بأقوال أئمة المالكية، نافذًا في علم الفرائض والأصول، من أهل الرياسة في العلم، والبراعة والفهم، مع الدِّين والفضل، والوقار والحلم، والسمت الحسن، والهدي الصالح".
من كتبه المقدمات الممهدات، والبيان والتحصيل، توفي سنة ٥٢٠ هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٩/ ٥٠١)، الأعلام للزركلي (٥/ ٣١٦).
(٣) البيان والتحصيل (٣/ ١١٥).
(٤) انظر: الأصل للشيباني (٢/ ٣٥٨)، المبسوط (٩/ ٢٣)، الأم للشافعي (٧/ ٧٩)، مغني المحتاج (٢/ ٤٠٧)، المغني (٩/ ٥٩٢)، شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٧/ ١٧٨).

<<  <   >  >>