للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو إسناد جيد، ولم يخرِّجه أحدٌ من أصحاب السُّنن، وإنما اختاره الضياء في كتابه (١).

وقد روي من طريق أخرى بنحوه موقوفًا:

(٩٢٢) كما قال الإمام أبو بكر ابن الأنباري (٢): ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمد بن الصبَّاح، ثنا سفيان، عن ابن عَجْلان، عن بُكَير بن عبد الله بن الأشجِّ، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبد الله (٣) بن عدي بن الخِيَار قال: سَمِعتُ عمرَ بن الخطاب يقول: إنَّ العبدَ إذا تواضع لله رَفَعَ اللهُ حَكَمتَه، وقال له: انتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ، فهو في نَفْسِهِ صغيرٌ (٤)، وفي أعين الناسِ عظيمٌ (٥)، وإذا تكبَّر وَعَتا وَهَصَه اللهُ إلى الأرض، وقال: اِخْسَأْ خَسَأَكَ اللهُ، فهو في نَفْسِهِ عظيمٌ (٦)، وفي أعينِ الناسِ حقيرٌ، حتى يكون عندَهم أحقرَ من الخنزير.

قال ابن الأنباري: قال اللُّغويون: اِخْسَأْ، تفسيره: ابعد. ووَهَصَه، معناه: كَسَرَه.

وهكذا رواه الإمام أبو عبيد في كتاب «الغريب» (٧)

عن ابن مهدي، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عَجْلان، به. وفسَّره بما تقدَّم أيضًا.


(١) «المختارة» (١/ ٣١٧،٣١٦ رقم ٢١١،٢٠٩).
(٢) في «الزاهر في معاني كلمات الناس» (١/ ٣٩٦).
(٣) كذا ورد بالأصل، ومطبوع «الزاهر»، وصوابه: «عبيد الله»، كما في مصادر التخريج الآتية، وكُتُب الرجال.
(٤) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «حقير».
(٥) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «كبير».
(٦) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «كبير».
(٧) (٤/ ٢٥٣).
وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة (٧/ ١١٥ رقم ٣٤٤٥٠) في الزهد، باب في كلام عمر، وعمر بن شبَّة في «تاريخ المدينة» (٢/ ٧٥٠) والبيهقي في «المدخل إلى السُّنن الكبرى» (ص ٣٥٨ رقم ٦٠١) من طريق سفيان. وابن حبان في «روضة العقلاء» (ص ٥٩ - ٦٠) من طريق الليث. كلاهما (سفيان، والليث) ابن عَجْلان، به.
وصحَّح إسنادَه الحافظ في «الأمالي المطلقة» (ص ٨٨).

وروي مرفوعًا، ولا يصح، أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٨/ ١٧٢ رقم ٨٣٠٧) -ومن طريقه: أبو نعيم في «الحلية» (٧/ ١٢٩) والخطيب في «تاريخه» (٢/ ١١٠) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ٢١٩ - ٢٢٠ رقم ٣٣٥) من طريق سعيد بن سلاَّم العطار، ثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عابس بن ربيعة قال: قال عمرُ بن الخطاب على المنبر: أيها الناسُ، تواضعوا، فإني سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن تواضع لله رَفَعَهُ، وقال: انتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ، فهو في أعين الناسِ عظيمٌ، وفي نَفْسِهِ صغيرٌ، ومَن تكبَّر قَصَمَهُ اللهُ، وقال: اِخْسَأْ، فهو في أعين الناسِ صغيرٌ، وفي نَفْسِهِ كبيرٌ».
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الثوري، تفرَّد به سعيد بن سلاَّم.
وقال أبو نعيم والخطيب: غريب من حديث الثوري، تفرَّد به سعيد بن سلاَّم.
قلت: سعيد بن سلاَّم كذَّبه أحمد وابن نُمَير. وقال البخاري: يُذكر بوضع الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًّا. انظر: «الجرح والتعديل» (٤/ ٣١ - ٣٢ رقم ١٣١) و «الميزان» (٢/ ١٤١ رقم ٣١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>