وأخرجه -أيضًا- عبد الرزاق (٩/ ٧٧، ٧٨ رقم ١٦٤٠٩ - ١٦٤١١) وسعيد بن منصور (١/ ١٢٧ رقم ٤٣١) والبيهقي (٦/ ٢٨٢) من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، به. وجاء عند عبد الرزاق: أنَّ عمرو بن سُليم الغَسَّاني! ... وقد أَعلَّ هذا الخبرَ البيهقيُّ، فقال: والخبر منقطع، فعمرو بن سُليم الزُّرقي لم يُدرك عمرَ -رضي الله عنه-، إلا أنه ذكر في الخبر انتسابه إلى صاحب القصة. وتعقَّبه ابن التركماني في «الجوهر النقي»، فقال: قلت: في «الثقات» لابن حبان [٥/ ١٦٧]: قيل: إنه كان يوم قُتل عمر بن الخطاب قد جاوز الحُلُم. وقال أبو نصر الكلاباذي [الجمع بين رجال الصحيحين ١/ ٣٦٥]: قال الواقدي: كان قد راهق الاحتلام يوم مات عمر. انتهى كلامه، وظهر بهذا أنه ممكن لقاؤه لعمر، فتُحمل روايته عنه على الاتصال على مذهب الجمهور. انتهى كلام ابن التركماني. وانظر «شرح مشكل الآثار» (٢/ ١٣٧) لتقف على ما يثبت لقاء عمرو بن سُليم الزُّرقي لعمر.
وممَّن صحَّح هذا الأثر الشيخ الألباني في «إرواء الغليل» (٦/ ٨٢) ونقل تعقُّب ابن التركماني على البيهقي، ثم قال: وكأنه لهذا قال الحافظ في «الفتح» [٥/ ٣٥٦]: وهو قوي، فإن رجاله ثقات، وله شاهد. قلت [أي: الألباني]: وجاء في «الدراية» (٢/ ٢٩١) للحافظ ابن حجر استدراك آخر على البيهقي، فبعد أن ذكر إعلاله للخبر بالانقطاع تعقَّبه بأن عمرو بن سُليم ليس هو الزُّرَقي، وإنما هو الغسَّاني، واعتمد الحافظ في ذلك على ما ورد عند عبد الرزاق من تسميته بالغسَّاني، فقال: فظهر بهذا أن عمرو بن سُليم ليس هو الزُّرقي. اهـ. (٢) في هذا الموضع بياض بالأصل. وفي «الموطأ»: «عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه». (٣) الغلام اليَفَاع: الذي شارف الاحتلام ولم يَحتلم. «النهاية» (٥/ ٢٩٩).